شاركت منظمة فيستو الدولية للحقوق والتنمية في حلقة نقاشية عُقدت مساء الثلاثاء، وذلك مباشرة بعد العرض الأول للفيلم السوري المرشح للأوسكار “الكهف” في مدينة مالمو جنوب السويد، والذي تم بالتعاون بين منظمة Doc Lounge Malmö ومنصة أكتر Aktarr الإخبارية.
وحضر الجلسة النقاشية، والتي كانت مفعمة باستعراض الألم والأمل، أكثر من 150 مشاركاً تنوعوا بين سويديين ولاجئين من سوريا، بهدف إثارة المسؤولية الجماعية والتعريف بمقدار الانتهاكات التي تعرض لها السوريون، فيما أدارها الإعلامي المختص بقضايا اللجوء أحمد أبو حمد، وشارك فيها كل من إحسان عادل، نائب رئيس منظمة فيستو الدولية للحقوق والتنمية والمختص بالقانون الدولي، وزينيا هنريكسن، مرشحة الدكتوراة في قسم الدراسات الثقافية والإقليمية في جامعة كوبنهاغن.
وبدأ عادل حديثه بإرسال التحية لأبطال الفيلم، والذين وصفهم ب”الأبطال الحقيقيين”، وهم الطاقم الطبي الأخير في مدينة الغوطة الشرقية، حيث يوثق الفيلم للأحداث في مستشفى ميداني بني تحت الأرض في المدينة وساهم في إنقاذ أرواح المئات من أهالي الغوطة على مدار الأعوام 2016-2018.
وقال عادل إن الفيلم مثّل أهمية بالغة لأنه يوثق لحرب تعد الأكبر في العصر الحديث، ولا سيما من حيث حجم الجرائم والضحايا، معتبراً أن ما وثقه الفيلم يعد صرخة مدوية للعالم أجمع لكي يتم الضغط على الحكومات من أجل أن تقوم بالتدخل لإنهاء المعاناة الهائلة للشعب السوري.
حضر الجلسة النقاشية أكثر من 150 مشاركاً تنوعوا بين سويديين ولاجئين من سوريا، بهدف إثارة المسؤولية الجماعية والتعريف بمقدار الانتهاكات التي تعرض لها السوريون
ونوّه عادل إلى أن الفيلم يظهر “أهمية الدور الذي تضطلع به السينما ليس فقط في مجال إثارة الوعي بحقوق الإنسان، بل وفي مجال توثيق الانتهاكات وتقديم الأدلة من أجل المحاسبة والمساءلة، عبر وجودها في الميدان وليس فقط في الاستديوهات”، مشيراً إلى أن الطريق الآن مفتوح لمحاكمة الجرائم في سوريا إما من خلال محكمة العدل الدولية، إذا اعتبرنا ما جرى في سوريا جرائم إبادة جماعية، أو من خلال محكمة الجنايات الدولية، وذلك من خلال الدول التي لجأ إليها السوريون وتعد أطرافاً في المحكمة، كالسويد وألمانيا والأردن، مستعرضاً حالة مينمار في هذا السياق وتشابهها من بعض النواحي مع الحالة السورية.
من ناحيتها، تحدثت هنريكسن عن توثيق الأفلام للحروب والنزاعات ولا سيما في سوريا، مستعرضة حجم الصعوبات التي تواجه تصوير وإخراج هذا النوع من الأفلام، حيث يعيش المصورون مخاطر كبيرة من أجل القيام بتوثيق الانتهاكات ميدانياً فضلا عن صعوبة نقلها بجودة عالية إلى خارج مناطق النزاع، والخوف من استهدافهم من قبل الأطراف المتحاربة.
يشار إلى أن فيستو الدولية، والتي تتخذ من السويد والأردن مقراً لها، تهدف ضمن أعمالها إلى تعزيز دور وسائل الإعلام في التغطية التي تساعد على حماية حقوق الإنسان وتوفير صحافة ذات حس إنساني تقوم على تغطية قضايا حقوق الإنسان بمهنية وأخلاق.