ضمن فعاليات منتدى المفكرين الشباب الذي عقد في اسطنبول في 22-23 من شباط/فبراير، شاركت منظمة فيستو الدولية بورشة حملت عنوان “الشباب والخطاب الجنساني في العالم الإسلامي”، حيث قدّم نائب الرئيس الباحث إحسان عادل ورقة بحثية حول المعيقات أمام اندماج النساء المهاجرات في أسواق العمل بأوروبا ولا سيما القانونية منها.
وشارك في المؤتمر الذي تنظمه الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي (OIC) بالشراكة مع جامعة ابن خلدون باسطنبول، ما يزيد عن 400 باحث ومشارك من دول مختلفة.
ودعا الباحث إحسان عادل إلى إعادة دراسة ونشر الوعي بحقوق المرأة في العالم العربي والإسلامي، معتبراً أن هذه المشكلة لا تزال قائمة في المجتمعات الإسلامية.
وأشار عادل في ورقته البحثية إنه على المستوى الرسمي، لا تزال لدى معظم الدول العربية والإسلامية تحفظات على اتفاقية منع التمييز ضد المرأة (سيداو)، وعلى المستوى العملي، يشكو العاملون في المجتمع المدني بشكل متزايد من ما يوصف بالجماعات الأصولية بحيث أنها تشكل تحديا كبيرا لعملهم، بل وأحيانا تهديدا لسلامتهم وأمنهم.
وأكد عادل على وجود تقصّد لإظهار وجود تناقض مزعوم بين اثنين من معايير حقوق الإنسان وهي : حرية الدين، والمساواة بين الرجل والمرأة، مع أن هذين المعايرين كلاهما محميان بحقوق الإنسان. فالقانون الدولي كما دعا إلى المساواة دعا إلى احترام الدين، وبالتالي فالأصل عدم وجود مشكلة حسب قوله.
وشدد عادل على ضرورة التمسك بمنظور كلي لحقوق الإنسان على النحو المتفق عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي وافقت عليه كل الدول، والذي يقضي بأن حقوق الإنسان عالمية، ومترابطة وغير قابلة للتجزئة.
وأضاف عادل: “المطلوب هو أن تسعى البلدان العربية والإسلامية، سواء على مستوى الحكومات أو الجامعات والمعاهد وحتى المراكز الدينية إلى وضع هذه المسائل على الطاولة ونقاشها وعدم التخوف من حساسيتها، حيث أن هذا النقاش سيظهر أوجه التلاقي والتعاضد بين حرية الدين وحرية المساواة، ومن شأنه أن يسهم في مكافحة التمييز المتعلقة بالجنس”.
أما بالنسبة لوضع النساء المهاجرات من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أوروبا، فقال عادل” هناك إشكالات هائلة تواجه النساء المهاجرات من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أوروبا، وكثيرا ما يتعرضن لمواقف التمييزية من أصحاب العمل فيما يتعلق بمدى ملاءمتهم للعمل بناءً على لون بشرتهم وعرقهم ونوع جنسهم”.
إحسان عادل: يعد أصل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والدين الإسلامي، وارتفاع مستويات التدين، من العوائق الأساسية أمام مشاركة المرأة في العمل في أوروبا
وأوضح أن “هناك مخاوف مستمرة في التقارير الحقوقية التي تصدر سواء في أمريكا أو المملكة المتحدة أو أوروبا أو أستراليا من أن المهاجرين، وخاصة المهاجرات المسلمات، واجهن صعوبات في المشاركة الكاملة في القوى العاملة، وهو ما أسهم سلبا في مستويات البطالة في تلك الدول”.
وحسب عادل فإنه “وفق تقارير تصدر عن الجهات الرسمية الأوروبية، فإن من بين اللاجئات من سبعة بلدان وهي (أفغانستان، البوسنة، إريتريا، إيران، العراق، كوسوفو، الصومال)، فقط البوسنيات كان لديهن معدلات توظيف أعلى من المتوسط بين اللاجئات في أوروبا. وبالعموم، يعد أصل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والدين الإسلامي، وارتفاع مستويات التدين من العوائق الأساسية أمام مشاركة المرأة في العمل في أوروبا.
وخلال المؤتمر قام مدير مكتب أوروبا ومدير البحث والدراسات في المنظمة د.حسن عبيد بمداخلة حول منظمة فيستو، لدعوة الشباب والأكاديميين والمؤسسات التي تتشارك نفس الأهداف إلى العمل المشترك والتشبيك بين الجهات الفاعلة من أجل تطوير الأفكار فيما يخص الإشكالات التي تواجهها المنطقة وسبل حلها.
وقال عبيد إن ڤيستو الدولية انطلقت من السويد إلى الشرق الأوسط وحتى شمال أفريقيا من أجل إثراء المفاهيم وتعزيز الممارسات وتبادل المعرفة والخبرات في مجالات التنمية المستدامة وحقوق الإنسان لمجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واللاجئين منها في شتى أنحاء العالم.
عبيد: فيستو تهدف إلى رفع الوعي وتعزيز التنمية وإيصال صوت التغيير لصناع القرار، مع السعي إلى وجود صحافة إنسانية تحمي حقوق الإنسان وتسهم في التنمية
وأوضح عبيد أن فيستو الدولية تقترح وتنظم مشاريع لمواجهة المشكلات التي تواجهها المجتمعات، وتدعم وتستقبل وتصدر الأبحاث والمقالات، وتترجمها وتنشرها على أوسع نطاق، بالإضافة إلى أنها تعقد التدريبات والدورات وتنظم ورش عمل ومؤتمرات وحوارات بناءة من أجل إثارة النقاش والتشبيك بين الجهات الفاعلة.
وبيّن عبيد أن فيستو تهدف إلى رفع الوعي وتعزيز التنمية وإيصال صوت التغيير لصناع القرار، مع السعي إلى وجود صحافة إنسانية تحمي حقوق الإنسان وتسهم في التنمية، مشيرا إلى أن المنظمة تتطلع إلى أن تكون المنظمة الأوسع تأثيراً في الأفكار لدى سكان ولاجئي بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.